الجمعة، 6 فبراير 2015

رواية الحرب والسلم .



الحرب والسلم
ليست رواية عادية ، لا يجب ان تصنف على انها رواية فحسب بل انها ملحمة أدبية تاريخية فلسفية ، شخصيات الرواية كثيره وقد يصاب القارئ بالتيه ، ولكن بعد الاسترسال بالرواية ، ستقوم ألفه من نوع خاص بين القارئ وشخصيات الرواية ، وقد يحدث ان يخمن القارئ من يتكلم من الشخصيات ، بسبب الكاريزما الشخصية لكل منهم ، والتي برع توليستوي برسمها لكل من الشخصيات  تقوم بأربع اجزاء تروي أحداث القرن الثامن عشر ، عند غزو نابليون لروسيا ، التي قد تقهقر بعد اجتياح موسكو ، وعاد ادراجه وتروي خلالها احوال الطبقات الراقيه بالمجتمع الروسي .
الجزء الأول يحكي بداية الحرب فكان واقعياً ، من حيث الوصف والسرد ، قد كان الأسلوب الأدبي سهلاً بسيطاً واضحاً ، تناول الحرب ، والأحداث الحربية ، اي يغلب عليه الطابع المادي بسبب الاحداث ، وقد كان تعريفاً بالشخصيات والأحوال ، فكان كالجزء التعريفي الذي يعطي نظرة ولمحة عن الأحوال .
الجزء الثاني جاء عاطفياً شاعريا ، اختلف فيه اسلوب توليستوي تبعاً لاحداث الجزء الثاني الرومانسيه والتي هدأت به أحوال الحرب ، وكان مليئاً بقصص الحب والزواج ، والاعجاب ، فكان الأسلوب الادبي اقرب الى الرومانسيه والتشبيهات الرقيقه الشفافه ، فاتخذ طابعاً نثرياً قليلاً .
اما الجزء الثالث ، فقد جاء مفعماً بالأحداث الكبيره وقد عادت الحرب ، بأوجها ، فكان مزج بين بقايا الرومانسيه بالجزء الثاني وارتفع الى الاحداث الواقعيه التجريديه ، وجاءت الصفحات الأخيره كمدخل للجزء الرابع .
الجزء الرابع جاء صعباً يحكي فلسفة التاريخ والمعادلات التاريخيه ، فكان فلسفياً ، تحليلاً أكثر .
الشخصيات / خلق توليستوي قوالب الشخصيات ببراعه نادرة ، فلكل شخصيه كان قالب مميز يميزها ، وسير خط الأحداث لكل الشخصيات كان غير متوقعاً ، كان أقرب الى النفس الانسانية واكثر صراحة باشهار تناقضاتها ، شرورها ، خيرها ، افكارها اي ما اسميها تعرية النفوس البشريه على اختلاف طبقاتها ، واحوالها واعتقاداتها
كقارئة غير متخصصه بالنقد ولا التحليل ، اصف القليل مما يجب ، لعجز لغتي التحليلية على الاتيان بمعان تفسر ابداع تلك الملحمة الرائعه ، ليست رواية عادية ، وانما عمل يحتاج للدراسة والتحليل   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق