الجمعة، 6 فبراير 2015

وهم الثقافة ..!






تُرى ما هو مفهومنا للثقافه ؟ وهل نعتبر انفسنا مثقفين ؟
كيف تقاس الثقافه ؟ هل تقاس بالدرجه العلميه ؟


الثقافه حسب ويكيبيديا تعني
يمكن استخدام كلمة "ثقافة" في التعبير عن أحد المعانى الثلاثة الأساسية التالية:

  • التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية، وهو ما يعرف أيضا بالثقافة عالية المستوى.
  • نمط متكامل من المعرفة البشرية، والاعتقاد، والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي.
  • مجموعة من الاتجاهات المشتركة, والقيم, والأهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما.
أنا بالنسبة لي شخصياً لا اعتبر نفسي مثقفة برغم اطلاعاتي وشغفي بأمور متعددة ، إلا اني مهما عرفت وتعلمت واطلعت اعتبر ان كل ما اعرفه لا شيء مقابل المعرفة الهائلة التي لا أمتلكها بعد ، اتطلع الي ما لا اعرفه ومازلت اجهله ، وهل تكتمل ثقافة المرء منا ؟ 

البعد الشاسع بين ما نعرفه وما نجهله يجعنا في شغف دائم يخبرنا أننا ما زلنا صغاراً لا نحيط علماً بما في الكون اللانهائي المعرفة . 

من أصعب الآمور هو ما نعيشه الآن من وهم المعرفة والثقافة الذي يتشدق به الكثيرون ، يعتقد الكثيرمنا أنهم بمعرفتهم ببعض المعلومات وحفظهم لبعض أبيات الشعر قد ملكوا الثقافة الكاملة وأصبحوا ممن يُشار لهُم بالبنان، وأن أرائهم ثمينة يجب أن تُبهر الآخرين ويقفوا ليصفقوا لها انبهاراً يجعل المرء فارغاً فاهه .!! 

الدرجة العلمية لا تكسبنا الثقافة ، كثير منا يعتقد انه حين يملك درجة علمية ما قد أصبح مثقفاً وينسى ان الثقافة تختلف عن الدرجة العلمية في مجال معين ، حين تدرس الهندسة فأنت مهندس فقط ، حين تدرس الطب فأنت طبيب فقط . 
المثقف قد يكون مهندس ، طبيب أو ساعي بريد . 
الثقافة لا تكتسب إلا بسعي المرء لتثقيف نفسه وتطويرها وتدريبها ، لآنها كيان متكامل يعني بطريقتنا في النقاش وإدارة أسلوب الحوار ، توظيف الذكاء واستخدام المعلومة في مكانها ، طريقتنا في تناول الآمور وليس فقط كمية المعلومات التي نمتلكها او عدد الكتب التي نقرأها فقط . 

الثقافة بنظر البعض غريبة جداً لانها ترتبط بأمور تافهة للغاية ، ويدعون إمتلاك الثقافة كمصطلح مزخرف رنان لا يفقهون لمعناه شيء ، أصبحت المعايير مختلفة والموازين مختلة ،  الانسان الذي يرى نفسه مثقفاً لا ينقصه شيء ويكتفي ببعض المعلومات العامة .. لا يعتبر مثقف بنظري بل اقرب الي التفاهة منه الي الثقافة . . 

ليس للثقافة حدود أو قوالب معينة ولا تقوم على المعايير الهشة المعتقدة من البعض ، بل هي أكبر من ذلك بكثير ، رُبما علينا التخلص من بعض اعتقادات المجتمعات التي توجه ابنائها للدراسة بهدف الحصول على وظيفة وراتب عالي فيتوجه الفرد منا لما يناسب رغبته المادية ، لا بهدف المعرفة الثقافية وتطوير الفرد والمجتمع ، الطموح المادي فقط للدراسة أفقدها الثقافة والمعرفة وجعلها جسر عبور للماديات فقط ، فأصبح الفرد يعتقد ذاته مثقفاً فقد لآنه أنهى دراسة ما وحصل على شهادة لتحقيق مطامع مالية فقط لا بهدف المعرفة البحتة والسعي لتطوير الشخص لذاته وتكوينها المعرفي لمجتمع أرقى . 
فأصبحنا نملك وهم الثقافة بدلاً من الثقافة ذاتها .

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق