الخميس، 1 سبتمبر 2011

الضمير أهو فطري أم مُكتسب ؟





دائما ما يراودني سؤال حول الضمير ، اهو أمر مكتسب ام  امر فطري ؟ وهل يولد الانسان بملكة تعينه على تمييز الخير والشر ، وهل يكون الضمير حياً بحالة فعل الخير وتجنب الشر ، ويكون ميتاً بحالة فعل الشر ، وهل ينام الضمير فيصحو يوماً ما ليصلح من الأخطاء والشرور ؟ 

هل يصح ان نقول هذا انسان مات ضمير ؟ وهذا صحى ضميره ، وان صحى ضميره ، هل كان نائماً ؟ 

من خلال الحوارات السطحيه مع قليل من الناس ، توصلت الى اكتساب قناعة ذاتيه ان الضمير امر مكتسب
 وان  الضمير هو كميه ما يكتسبه العقل من الحكمة والعلم والتمييز بين قيم الخير والشر وهو مجموعة الأخلاق والمثل العليا والقيم الدينيه والاجتماعية الموجودة ، لذا هو مكتسب وان العقل فطري كما هي الغرائز والعقل هو ما يعني بالتفكير ثم بادراك الضمير واكتسابه ليوجه النفس والغرائز ضمن دائرة ما يحدده الضمير لها .

لذا يقوى الضمير ويضعف تزامناً مع قدره العقل بالأدراك والكسب والتعلم والاستنباط ، لهذا رفع الله القلم عن الطفل والمجنون لانه فاقد لأهليه اكتساب الضمير الموجه له والقادر علي اعطائه اهليه التمييز بين الخير والشر ، وكما ان الأخلاق وقيم الشر والخير معياريه ونسبيه خاضعة للظروف والموقف وما نحيطه به من علم ومعرفة وهذا ما يتضح من قصه سيدنا موسى والخضر عليهما السلام ، فلم تكن القيم مطلقة حيث ما حكم عليه موسى عليه السلام وفقاً لعلمه ومعرفته بأنه شر كان خير بحكم ما يحيط به الخضر عليه السلام من علم يفوق علم موسى 

فلا يكون الضمير أمر فطري ، لأن الأنسان يحاسب عند البلوغ اي عند وصول العقل لمرحلة معينه من الكمال يُدرك بها الصواب والخطا ، وان كنا نولد بفطره الضمير ، لحوسبنا منذ الولادة . 

كُل ما يمر به الانسان من تجارب يكسب الانسان معرفه وعلم يعينه على تمييز الخطأ والصواب ، فيكون الضمير هو المقرر ان نفعل هذا الأمر ونحن نعلم انه خطر و شر ! 


هناك تعليق واحد:

  1. أتفق معكِ يا يمامة على أن جانبا كبيرا من الضمير يعود للتنشئة والتربية، لكننا لا نستطيع أن ننكر أن جانبا منه يوجد بحسب التكوين الفعلي والأصلي للإنسان..
    ولكن لكي أوجه الناقشة باتجاه ما أريد أن أعرضه أريد أن أحدد الضمير أكثر، فهو في لغتنا العربية قد يحمل الكثير من المعاني التي قد لا تكون منضبطة بالقدر الكافي..
    أنظر للضمير بتسمية أخرى وهي الحس الأخلاقي، وعندما ننظر للحس الأخلاقي كمجموعة من القناعات الأخلاقية التي توجه سلوك الإنسان وتصرفاته في الحياة نجد أن هذا الحس ينمو ويتطور مع الفرد، منذ بدايات التربية الأولى وانتهاء بمجموعة القوانين والأنظمة التي يحاول أن يلتزم بها لكي يكون عضوا مقبولا في مجتمعه.
    وفي مجتمعاتنا العربية مثلا نجد الكثير من الكلام على غياب الأخلاق والضمير، وعن ضرورة وأهمية أن يتحلى الناس بالأخلاق التي تجعلهم يحبون بعضهم البعض ولا يفعل الواحد منهم ما يضر به غيره، ولكننا للأسف لا نجد من الممارسات في منظومة السلطة ما يدفع الناس للالتزام، عندما يرون أن من يسعى لقضاء مصالحه بالواسطة، أو من يمتلك "وجاهة" اجتماعية من نوع ما لا يطبق عليه القانون كما يطبق على غيره، كل هذا يدفع لسلوكيات قد تبتعد كثيرا عن الجانب الأخلاقي، ولو بحثنا عن ضرورة القضاء على ما يمكن أن نسميه "الانفلات الأخلاقي" لدى أفراد المجتمع فيما يخص تطبيق القوانين بالتساوي على الجميع لاختلف الأمر كثيرا.
    وأنا أرى أنها منظومة متكاملة لا ينفصل منها ما يقوم به الفرد عما يسود في المجتمع من مجموعة القيم الاجتماعية التي تجعل المسؤولية الاجتماعية تعلو المصالح الفردية الأنانية، لو نظرا مثلا لموقف أحد الملتزمين بقوانين المرور رغم أنه لا أحد من رجال الشرطة يراه لوجدنا أنه في دولة تربى فيها على احترام هذه القوانين نظرا لما تقلله من أضرار على المجتمع بشكل عام، إضافة لما يتعرض له من استهجان اجتماعي لما يفعل، أما في مجتمعات أخرى فإن يعد بارعا وماهرا من يخالف القوانين بشرط ألا يسجل أحد عليه المخالفة أو يمسك به..
    الموضوع جميل ويثير الكثير من المناقشات، لأنه غني بالجوانب التي تستحق المناقشة..
    أشكرك يمامة على المقال الجميل، وعلى إثارة المناقشة والتساؤل.
    تحياتي وتقديري.

    ردحذف