الجمعة، 26 أغسطس 2011

Guernica


الجورنيكا ( Guernica )



عند أول مره وقعت عيناي على تِلك اللوحة الفريده لبيكاسو والتي تحمل فلسفة ، وبعد نفسي كبير ،، تبدو لي كأنها كابوس يروي صراعات النفس ، لكِن بيكاسو عنها بها زمن الحرب والدمار ، بالنسبة لي ارى ان الفنان يستطيع رسم كل ما يدور بخاطره ولكن المتلقى لهذا العمل الفني ، يفسر العمل الفني كما يريده ، وكما يعني له هذا الفن ، وتأثيره بحياتِه،وحسب موقعه من نفسه 
،،،


قام بيكاسو برسم لوحة (الجورنيكا) Guernica في العام 1937م، بعد قصف الطيران النازي الألماني قرية (جورنيكا) في شمال إسبانيا والقضاء على عدد كبير من سكانها.
وقد أصبحت تلك اللوحة رمزاً عالمياً لتصوير وتجسيد أهوال الحرب، وضم مبنى الأمم المتحدة صورة منها؛ وقد تم توظيف تلك اللوحة من قبل المناهضين لحرب أمريكا على العراق.
وتجسد لوحة (الجورنيكا) مفهوماً فلسفياً من نوع خاص يوضح مدى تفاعله مع الظروف السياسية, ويتضح في اللوحة مدى ثورة بيكاسو على الحيل الفنية واستخدام الألوان الذي اقتصر على اللونين الأسود والأبيض مع درجات متفاوتة من اللون الرمادي ليتضح وبشدة عمق مأساة الحرب والقتل والدمار.
في البدء لم تسلم اللوحة من هجوم النقاد الذين اعتبروها مجرد: (خربشات) عابرة لا تحمل قيمة فنية، ولكن في المقابل شدد المنصفون منهم على ضرورة قراءة مسيرة الفنان بأكملها للتمكن من فهم أعماله جيداً, مؤكدين أن بيكاسو لم يقم برسم هذه اللوحة إلا بعد وصوله إلى مرحلة متقدمة من الفن مما أنتج هذه التجربة الفنية المغايرة.
ولدى قراءة اللوحة نجد أن: الثور يرمز لوحشية النازي وقواه المخرِّبة, فيما يرمز الحصان لأسبانيا الجريحة التي تتألم وتصرخ من آثار الهجوم النازي، أما الرأس التي تصيح والذراع التي تحمل المصباح فيشيران إلى الضمير البشري الذي يلقي ضوءاً على هذه المأساة ويلومها.
وقد تم وضع (الجورنيكا) في الجناح الأسباني في معرض باريس الدولي، مما اكسبها هذا التقدير العالمي الواسع؛ وكان بيكاسو يطمح في انتقال (جورنيكا) إلى إسبانيا في النهاية، لكنه كان يؤثر الانتظار حتى زوال حكم فرانكو العسكري؛ وبعد سنتين من وفاة بيكاسو، وتحديداً في العام 1973م توفي فرانكو؛ وفي 1981 قام النظام الجديد بنقل اللوحة إلى إسبانيا كأفضل احتفال بالذكرى المئوية لمولد بيكاسو، وكانت تلك الخطوة رمزاً لتحوّل إسبانيا الكبير من الديكتاتورية إلى عهد جديد من الحرية والديمقراطية؛ وتعتبر(جورنيكا ) حالياً ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث في مدريد.


هناك تعليق واحد:

  1. تحليل عميق، ورؤية نقدية واعية لرموز الفن التشكيلي، وطرق تلقيها، وأساليب ممارسته.. كل التقدير على هذا النص الجميل.

    ردحذف