الحرب
والسلم
ليست
رواية عادية ، لا يجب ان تصنف على انها رواية فحسب بل انها ملحمة أدبية تاريخية
فلسفية ، شخصيات الرواية كثيره وقد يصاب القارئ بالتيه ، ولكن بعد الاسترسال
بالرواية ، ستقوم ألفه من نوع خاص بين القارئ وشخصيات الرواية ، وقد يحدث ان يخمن
القارئ من يتكلم من الشخصيات ، بسبب الكاريزما الشخصية لكل منهم ، والتي برع
توليستوي برسمها لكل من الشخصيات تقوم
بأربع اجزاء تروي أحداث القرن الثامن عشر ، عند غزو نابليون لروسيا ، التي قد
تقهقر بعد اجتياح موسكو ، وعاد ادراجه وتروي خلالها احوال الطبقات الراقيه
بالمجتمع الروسي .
الجزء
الأول يحكي بداية الحرب فكان واقعياً ، من حيث الوصف والسرد ، قد كان الأسلوب
الأدبي سهلاً بسيطاً واضحاً ، تناول الحرب ، والأحداث الحربية ، اي يغلب عليه
الطابع المادي بسبب الاحداث ، وقد كان تعريفاً بالشخصيات والأحوال ، فكان كالجزء
التعريفي الذي يعطي نظرة ولمحة عن الأحوال .
الجزء
الثاني جاء عاطفياً شاعريا ، اختلف فيه اسلوب توليستوي تبعاً لاحداث الجزء الثاني
الرومانسيه والتي هدأت به أحوال الحرب ، وكان مليئاً بقصص الحب والزواج ، والاعجاب
، فكان الأسلوب الادبي اقرب الى الرومانسيه والتشبيهات الرقيقه الشفافه ، فاتخذ
طابعاً نثرياً قليلاً .
اما
الجزء الثالث ، فقد جاء مفعماً بالأحداث الكبيره وقد عادت الحرب ، بأوجها ، فكان
مزج بين بقايا الرومانسيه بالجزء الثاني وارتفع الى الاحداث الواقعيه التجريديه ،
وجاءت الصفحات الأخيره كمدخل للجزء الرابع .
الجزء
الرابع جاء صعباً يحكي فلسفة التاريخ والمعادلات التاريخيه ، فكان فلسفياً ،
تحليلاً أكثر .
الشخصيات
/ خلق توليستوي قوالب الشخصيات ببراعه نادرة ، فلكل شخصيه كان قالب مميز يميزها ،
وسير خط الأحداث لكل الشخصيات كان غير متوقعاً ، كان أقرب الى النفس الانسانية
واكثر صراحة باشهار تناقضاتها ، شرورها ، خيرها ، افكارها اي ما اسميها تعرية
النفوس البشريه على اختلاف طبقاتها ، واحوالها واعتقاداتها
كقارئة
غير متخصصه بالنقد ولا التحليل ، اصف القليل مما يجب ، لعجز لغتي التحليلية على
الاتيان بمعان تفسر ابداع تلك الملحمة الرائعه ، ليست رواية عادية ، وانما عمل
يحتاج للدراسة والتحليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق